النشامى… إبداعٌ لا ينكسر، وجمهورٌ لا يخذل بقلم احمد عقاب الطيب

تاريخ النشر : 2025-12-18

439

النشامى… إبداعٌ لا ينكسر، وجمهورٌ لا يخذل

بقلم احمد عقاب الطيب

في كرة القدم، هناك منتخبات تلعب لتفوز، وهناك منتخبات تلعب لتُعبّر عن شعبها.

والنشامى، في كل ظهور، يختارون الطريق الأصعب والأصدق: أن يلعبوا باسم الأردن، لا باسم النتيجة. على أرض الملعب، لم يكن الأداء عابرًا.

كان إبداعًا أردنيًا خالصًا، يُدار بعقلٍ واعٍ وروحٍ مقاتلة.

تحركات محسوبة، جرأة في المواجهة، وشخصية لا تتراجع حتى في أصعب اللحظات.

منتخب يعرف كيف يحاصر خصمه بالفكرة قبل القدم، وبالانضباط قبل الاندفاع.

لم يكن اللاعب الأردني أقل موهبة، ولا أقل شغفًا.

بل كان حاضرًا بثقته، بتماسكه، وبإحساسه أن كل تمريرة تمثل مدينة، وكل التحام يمثل حكاية بيت، وكل دقيقة تمثل وطنًا كاملًا.

وفي المدرجات، اكتمل المشهد.

الجماهير الأردنية لم تأتِ لتطالب، بل لتُساند.

هتافها لم يكن ضغطًا، بل طاقة.

أعلامها لم تكن زينة، بل امتدادًا للملعب.

وحين تهتف الجماهير باسم النشامى، فهي لا تهتف للفوز فقط، بل للفكرة التي يمثلونها: أن الأردن حاضر، مهما كانت الظروف.

هذا الالتفاف الشعبي ليس تفصيلاً عاطفيًا،

بل عنصر قوة حقيقي

ومن هنا، يصبح المنتخب أقوى من مباراة، وأبقى من بطولة.

قد تمر النسخ، وقد تتبدل النتائج،

لكن ما يقدمه النشامى اليوم هو أساس مرحلة، لا نهاية محاولة.

مرحلة تُبنى فيها الثقة، ويُصقل فيها الأداء، ويكبر فيها الحلم بهدوء.

النشامى لا يحتاجون إلى تبرير،

ولا إلى أعذار.

يحتاجون فقط إلى أن يعرفوا أن ما قدّموه مفهوم، ومحترم، ومقدّر.

وأن خلفهم جمهور يرى الإبداع قبل الكأس، ويرى الرجولة قبل النتيجة.

في الأردن، الكرة ليست لعبة فقط. هي مساحة أمل، ومنصة فخر،

النشامى لا يحتاجون تبريرًا إن لم يفوزوا.

يحتاجون فقط أن يعرفوا أن ما قدموه يحترم، وأن القميص الذي حملوه ثقيل لأنه يمثل شعبًا كاملًا، لا لأنه مطالب بالكأس كل مرة.

في النهاية، البطولات تُسجَّل في الأرشيف.

أما الروح، تبقى سجل في ذاكرة الأوطان.

إقرأايضاً